خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عوامل مؤثرة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

عوامل عدّة أثرت وتؤثر إيجابياً في موقف الرأي العام الغربي من قضايا العرب والمسلمين عموماً، ومن القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

من هذه العوامل حضارتنا العربية الإسلامية الراقية التي قدّمت للبشرية إسهامات لا تعدّ ولا تحصى في ميادين العلم والأدب والفلسفة، وفي الأخلاق وحسن المعاملة.

والجدير بالذكر هنا أنّ أناساً كُثر في العالم أجمع بدأوا منذ عقدين من الزمن بالتحديد بالاهتمام بدراسة اللغة العربية والاطلاع على حضارتنا الراقية بصورة مباشرة، بعيداً عن ترّهات المستشرقين التي هيمنت على عقول الغربيين لمئات السنين، وعن الأجندات الخبيثة لما يسمى «خزانات الفكر» في أوروبا وأمريكا، وعن وسائل الإعلام الرسمية الغربية المنحازة للباطل.

ومنها خطابنا العقلاني للعالم المستند إلى المنطق والحكمة والعدالة والخُلق الحميد والقائم على الحوار والانفتاح واحترام حقوق الإنسان، ونبذنا للعنف والتطرف والعنصرية والهيمنة، وإعلائنا من شأن السلم والسلوك الحضاري.

أخيراً بدأ كثيرون في العالم يعرفون أننا أمّة تُجسّد الحضارة في أرقى صورها، وأن الطّيبة والكرم والشهامة هي عناوينا الأبرز، وأنّ ما ألصق بنا من صور نمطية وصفات غير منصفة إنما كان بفعل جهات معادية لنا صارت أوراقها مكشوفة.

ولقد أصبح هؤلاء من أكبر المدافعين عن ثقافتنا وأناسنا وقضايانا، بحكم معرفتهم الدقيقة بالأمور وإدراكهم بأن ما تعرضوا له من خداع وتضليل إنما يزيدهم تمسكاً بالحقائق في وجه الأباطيل والترهات.

لكن من أهم العوامل التي أثّرت وتؤثّر في الرأي العام الغربي، إضافة إلى ما ذكر أعلاه، عاملان اثنان مهمٌ التنبه لهما.

الأول ويتمثل في استثمارنا في التعليم وإرسالنا للآلاف المؤلفة من طلبتنا للدراسة في أوروبا وأمريكا، إضافة إلى الدول المؤثرة في العالم. والنقطة المهمة هنا أنّ هؤلاء الدارسين لم يعودوا لنا بأفضل ما توصل إليه العلم في تخصصاتهم وبتجارهم الأكاديمية فحسب التي وظفوها خير توظيف، بل عادوا إلينا بفهم دقيق لثقافات البلدان التي درسوا فيها وعقليات الناس في تلك الثقافات وطرق فهمهم للأمور.

وهذا سهّل علينا التواصل بفاعلية مع تلك الدول من خلال أبنائنا وبناتنا هؤلاء، والذين بقوا على تواصل مع أقرانهم ومؤسساتهم في الغرب (والعالم)، وأثروا فيهم وفيها من خلال الحوارات والتفاعلات التي أجروها ويجرونها في السياقات الرسمية وغير الرسمية.

ولأن أبناءنا وبناتنا المشار إليهم هنا هم من المميزين علمياً وأكاديمياً ومهنياً فقد أثروا تأثيراً لا يستهان به في أصدقائهم ومعارفهم في الغرب، فهم سفراؤنا الحقيقيون.

والثاني ويتمثل في وجود أصوات عربية وإسلامية من داخل الغرب نفسه، بمعنى وجود مواطنين غربيين من أصول عربية وإسلامية، بدأت تظهر بقوة في المنابر الثقافية والجامعية والإعلامية، مخاطِبةً الغرب باللغة والأسلوب اللذين يفهمهما ومُحاجِجَةً إياه بالمنطق الذي يعيه والأمثلة والشواهد التي يهضمها.

وهؤلاء يجب أن لا يستهان بهم، فمعظمهم قد ولدوا في تلك الدول ويحملون جنسياتها، ويفهمون لغاتها وعقولها كما لا يفهمها أحدٌ غيرهم، ويؤثرون فيها.

أخيراً بدأت بعض الرياح تجري بما نشتهي، وهي نتيجة لعوامل عدّة ولعمل دؤوب من سنوات علينا أن نتنبه له ونكرس له مزيداً من الوقت بهدف تعظيمه ليؤتي أُكُلَه على النحو المرجو.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF